تستعد سريناغار، العاصمة الصيفية لجامو وكشمير، لاستضافة اجتماع مجموعة عمل السياحة لدول مجموعة العشرين في غضون أيام. ومن المقرر أن تستهل القمة مرحلة إيجابية جديدة في إقليم جامو وكشمير الاتحادي.
وإن سكان جامو وكشمير متفائلون مبتهجون ويقدمون الدعم الكامل لإدارة جامو وكشمير لإنجاح البرنامج، معتقدين بأن الحدث سيكون تاريخيًا في عرض إمكانات جامو وكشمير كوجهة سياحية، وليس فقط للهند، بل للعالم بأسره.
ولأول مرة خلال السبعين عامًا الماضية، ستستضيف جامو وكشمير حدثًا دوليًا مثل مجموعة العشرين، وتوفر هذه المناسبة للإقليم الاتحادي فرصة للارتقاء إلى مستوى مناسبة عرض آفاق السوق ومشاريع السياحة البيئية.
وقال مختار أحمد، صاحب فندق في سريناغار: “من المقرر أن تعمل قمة مجموعة العشرين في كشمير على تعزيز السياحة، وتوفير منصة للمنطقة لعرض جمالها على العالم. وإنها لحظة فخر لكل كشميري وعلامة فارقة في قطاع السياحة”.
وأضاف أحمد “إن الوادي كله متحمس جدًا لاستضافة مجموعة العشرين، مشيرًا إلى أنها المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الحدث في الوادي. وفي وقت سابق لم يحدث مثل هذا الحدث في هذه الجنة. وسيتم إبراز الحرف اليدوية والوجهات السياحية لدينا على المنصة العالمية”.
وإن كشمير، المعروفة شعبيًا باسم “الجنة على الأرض”، محاطة بسلاسل جبال الهيمالايا. كما يشتهر الوادي بكرم ضيافته.
ويشارك عامة الناس في جامو وكشمير، بمن فيهم الطلاب، على نطاق واسع في الأحداث المختلفة في الفترة التي تسبق الاجتماع الرئيس.
وقال مسؤول إن الناس أدركوا أن كشمير تستعد لاستضافة قمة مهمة من شأنها أن تحول الإقليم الاتحادي إلى مركز سياحي له أهمية عالمية.
وأضاف المسؤول “يريد شعب كشمير التنمية بوتيرة سريعة، وبسبب إرادة الشعب، يسود السلام في طول جامو وكشمير وعرضها. إنه أمر مثير للحماس أن شبابنا يتطلعون بفارغ الصبر إلى خطاب رئيس الوزراء مودي. ويعتقد الناس هنا في كشمير بأن هذا الحدث سيكون علامة فارقة في تاريخ المنطقة وسيمهد الطريق للسلام الدائم والازدهار”.
وقال زبير أحمد، وهو أحد السكان المحليين من مقاطعة بارامُولا شمال كشمير: “لطالما احتلت سريناغار مكانة خاصة في قلبي. وأنا أتابع التطورات عن كثب في جميع أنحاء الإقليم الاتحادي. لن تصدق، كنت سعيدًا، كمواطن، بسماع الأخبار العام الماضي أن مدينة سريناغار ستستضيف مؤتمر مجموعة العشرين”.
وأضاف أحمد أن اجتماع مجموعة عمل السياحة لمجموعة العشرين في سريناغار سيكون مناسبة مهمة ستسلط الضوء على إمكانات المنطقة كوجهة سياحية.
وأردف أحمد قائلاً “لقد نجحت السلطات في إجراء تغيير في مظهر الوادي. تتحول كشمير إلى إقليم اتحادي جديد تمامًا. ومن المشجع أن نرى المجتمع الدولي يعترف بإمكانات إقليم جامو وكشمير الاتحادي وجهود الحكومة لتطويره”.
وقالت مصادر رسمية إن إدارة الإقليم الاتحادي تتوقع أن تستضيف أكثر من 100 عضو غير وزاري يمثلون دول مجموعة العشرين. وقال مسؤول كبير “إنه اجتماع لأصحاب المصلحة في مجال السياحة وسيعطي دفعة لآفاق السياحة أيضًا في جامو وكشمير”.
وسيحضر الاجتماع شخصيات من 20 دولة مختلفة، ويناقشون السياحة والبطالة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في مناطق مختلفة. ومن المقرر أن يبدأ الاجتماع الثاني لمجموعة عمل السياحة الذي سيستمر ثلاثة أيام، تحت رئاسة الهند لمجموعة العشرين، في سريناغار في الفترة من 22 إلى 24 مايو.
وتم إجراء ترتيبات أنيقة مسبقًا لجعل هذا الحدث مميزًا ولا يُنسى. وفي العديد من الأماكن، يتم طلاء الجدران ببراعة بتصميمات وألوان ملونة لعرض ثقافتنا خلال رحلة مجموعة العشرين. وتم تجديد الشوارع والطرق والحدائق وتصميمها لاستقبال الضيوف المميزين.
وتعد السياحة العمود الفقري لاقتصاد جامو وكشمير وتأتي الحصة القصوى من الناتج المحلي الإجمالي للإقليم الاتحادي من السياحة، وتأمل الجهات العاملة في مجال السياحة أن توفر القمة المزيد من الفرص للنمو لهذا القطاع.
وقال رئيس غرفة التجارة والصناعة في كشمير، طارق غني بِدَابا إنهم يأملون في أن توفر القمة فرصًا للنمو لقطاع السياحة هنا.
وأكّد بدابا أن اجتماع السياحة لمجموعة العشرين في سريناغار هو أفضل ما يحدث في كشمير. إنه سيرسل رسالة قوية مفادها أن كشمير وجهة سياحية آمنة ويجب على الناس زيارة المكان الخلاب للاستمتاع بجماله الطبيعي وكرم ضيافة السكان المحليين”.
وبدوره، يأمل علي محمد أيضًا في أن يكون اجتماع مجموعة العشرين مفيدًا لعرض إمكانات جامو وكشمير كوجهة سياحية.
وقال علي إن كشمير ستشهد زيادة في إقبال السياح الأجانب، مؤكدًا “سيضمن هذا الاجتماع زيارة السياح الأجانب لكشمير بأعداد كبيرة كما كان الحال قبل التسعينيات من القرن الماضي”.
ويقال إن الدبلوماسيين والمسؤولين الآخرين قد أعدوا خطة شاملة لاستخدام هذا الاجتماع لتعزيز السياحة في جامو وكشمير.
وقال مسؤول مطلع على الاستعدادات للاجتماع “في حين أن كشمير تحظى بشعبية بالفعل كنقطة جذب سياحية للبلد بأكمله، تعمل الحكومة على خطة قوية وفعالة في إطار “دبلوماسية السياحة” لزيادة تدفق السياح من الخارج إلى جامو وكشمير. وعلاوة على ذلك، فإن الفكرة هي خلق المزيد من فرص العمل للشباب”.
وقال نائب الحاكم لجامو وكشمير مانوج سينها “إن مجموعة العشرين هي مصدر فخر للبلاد. فيتعين علينا بذل جهود متضافرة لضمان نجاح اجتماع مجموعة العشرين في سريناغار”.
وطلب نائب الحاكم من الإدارات المساهمة بحماس لجعل هذه المناسبة التاريخية ذكرى لا تنسى.
وهذا العام، تم تخصيص 447 كرور روبية هندية لقطاع السياحة لتطوير جامو وكشمير كوجهة سياحية حديثة وذكية.
وصرح نائب الحاكم مانوج سينها بأنه في إطار مبادرة “مهمة السياحة”، يتم تطوير 75 وجهة جديدة و75 موقعًا صوفيًا/دينيًا و75 موقعًا ثقافيًا وتراثيًا جديدًا و75 مسارًا جديدًا في جامو وكشمير لفتح آفاق اقتصادية جديدة من أجل تحقيق تطلعات الشعب.